ألسيندريا




فيورانيا عالم السحر والمخلوقات الغامضة في إمبراطورية ألسيندريا التي تخفي العديد من الاسرار ... 
انضم إلى الشابة الغامضة ذات الجمال الغريب في رحلتها للبحث عن هويتها المفقودة وكشف أسرار اصولها . 
-مقتطف -
"عزيزتي إيلا، اعدك انني سأحتل العالم بأكمله وأجعل كل شيء في هذا الكون ينحني تحت اقدامك "
كانت هذه الجملة كفيلة بان تجعل كل الحاضرين ينحني لها لقد كانت اول امبراطورة بشرية في تاريخ ألسيندريا ....
"اعطنا اوامرك وسوف نتبعك الى الجحيم ان اقتضى الامر "
ابتسمت الى ان برزت انيابها من السعادة : 
"جلالتك سوف احول عالهم الى جحيم و جعلهم يدفعون الثمن بدمائهم ".....


© كل الحقوق محفوظة


 

 الفصل الأول


الفصل 01 🇵🇸لا تنسوا الدعاء لاخواننا في فلسطين🇵🇸 تنويه : الفصل يحتوي على بعض الكلمات و الجمل التي قد لا تناسب البعض - قراءة ممتعة 🪄🦋 ______________________________________ - استيقظي للحقيقة، لا شيء يسير كما هو مخطط له في هذا العالم الملعون... - الواقع الذي تعيشين فيه يحمل الكثير من الألم والمعاناة..... - لا تخشي الألم، بل اشعري به، وانظري إليه، وتقبليه..... - لأنه هو الذي يعطي معنى السلام الحقيقي والحرية الحقيقية..... - كلما عشت أكثر، كلما أدركت أن الأشياء الحقيقية في هذا الواقع هي المعاناة ..... - وليس النجاح والازدهار، لا تنظري فقط إلى الضوء، بل انظري أيضًا إلى الظلال التي تحيط به.... - لأنها تجسد الألم والمعاناة التي لا يمكن تجاهلها.... - لا تسعى فقط للانتصار، بل ابحثي عن السلام الحقيقي والحب ... - الرغبة الأنانية في الانتصار وحماية الحب يولد الكراهية، ويؤدي إلى الحروب والدمار..... - فلنتعلم من الألم والمعاناة، ولنستيقظ للحقيقة التي تحمل السلام والحرية الحقيقية ..... _____________________ استيقظت مفزوعة من الكابوس الذي كانت تراه. عندما فتتحت عينيها، كانت تتصبب عرقا ، ولا تزال تشعر بالخوف والضيق بعد أن تخلصت من شبح الكابوس. كانت تتنفس بسرعة وقلبها يدق بقوة. حاولت أن تسترد توازنها وتهدأ، ولكن الصوت الرهيب الذي سمعته في الكابوس ما زال يلاحقها في ذهنها. كانت تعيش في حالة من الترقب والشك، محاولة تجاوز مشاعر الخوف والهلع الذين يسيطرون عليها. كانت تحاول أن تفهم معنى الكابوس الذي اصبح يراودها كل ليلة ... اصبح يدر في خلدها الحنين للسلام والحرية الحقيقية ، لكن الألم والمعاناة الناتجة عن حياتها اليومية الصعبة لم تتركها تتنفس بسهولة. كانت تتمنى أن تعيش في واقع يخلو من الأوهام، وتبحث عن الطريق إلى السلام النفسي والاطمئنان الذي تحتاجه بشدة ..... تنهدت بملل ثم اقتربت من النافذة ، لمحت أشعة الشمس تتسلل بين غيوم الصباح المتلاشية. كانت السماء ملونة بألوان دافئة وجذابة، حيث اندمجت درجات البرتقالي والأصفر والوردي لتخلق لوحة فنية مدهشة.....وقفت هناك للحظات، متأملة في المنظر الطبيعي الخلاب. تداخلت أشعة الشمس مع أوراق الأشجار، مما أضفى لمسة من السحر والجمال على المشهد. تأرجحت الأغصان برقة بينما تنعكس أشعة الشمس على النوافذ الزجاجية، مخلفة لوحات "بانورامية" تعكس روعة الطبيعة الجميلة.شعرت بدفء الشمس على وجهها وقلبها، حيث نقلها ذلك المشهد إلى عالم من السلام والهدوء. كانت اللحظة كأنما توقف الزمن، وتركت لها بصمة لا تُنسى. أدركت أن الطبيعة قادرة على منحنا السعادة والتأمل، حتى في أصعب الأوقات ....ثم لمحت انعكاسها على زجاج النافذة الشفاف..... لقد كانت فتاة في سابعة عشر من عمرها ذات جمال غريب . بشرتها ناصعة البياض كالثلج، وعيونها تتألق بلونٍ أخضر ساحر يجذب الأنظار ويكشف عن أسرار عميقة. شعرها طويل رمادي اللون ينساب كالضباب حول كتفها، كل هذا بداية رحلة لا تنتهي من الألوان المميزة التي ستزيّنها في المستقبل . بينما تتأمل أنيابها الحادة، جلست تراقب أناملها وهي تتلاعب بها بلطف، فتُلامس شفتيها العلويّة وتكشف عن تلك الأنياب البيضاء اللامعة التي تبرز عند اكتمال القمر ، تضفي على مظهرها جوًا غامضًا وفاتنًا. تشعر أيضًا بنبضات حية تملأ عروقها عندما تلامسها بلسانها بدون خوفٍ أو قلق .... إنها علامات فارقة تجعلها أقرب إلى الكائنات الأسطورية. تحس انه ليس هناك مكان لها بين البشر، فهي مختلفة ومهيبة بشكلٍ غير عادي، ما يدفع سكان القرية لتجنبها والابتعاد عندها .... ثم امالت رأسها قليلاً، وكانت تحدق في جسمها النحيل الذي يشبه الهيكل العظمي، الذي يتخلله كدمات ناجمة عن تعنيف والدها المتواصل. كانت هذه الكدمات تُظهر تأثير عذاب السنوات اللامعقولة التي عاشتها على يديه..... بعد دقائق من التأمل بهدوء غادرت النافذة وأخذت تلك المشاهد الجميلة معها لتبدأ يومها .بعد ان ارتدت ملابسها خرجت من غرفتها ، واستُقبلت برائحة الكحول المنبعثة في كل زوايا المنزل، كأنها غيمة كثيفة تغطي كل شيء بطريقة مُقلقة ومُثيرة للاشمئزاز. الأجواء كانت ثقيلة ومشحونة بالتوتر والحزن. وحدها وسط الظلام، توجهت بخطواتٍ خفيفة لتذهب الى عملها الصباحي . عندما مرت أمام غرفة والدتها، شعرت بقلبها يتقطع لرؤية والدتها نائمة مجددًا في حالة سكر عميق، ولا تدرك ما يحدث حولها و بجانبها رجلٍ اخر غريب الهوية.... ثم اكملت طريقها الى المطبخ كان المكان مظلم لكن ضوء خافت ينبعث من شمعةٍ واحدة لفت انتباهها . ثم لمحت والدها نائمًا على الأرض في المطبخ، وحوله زجاجات الخمر المتناثرة. كان المشهد مأساويًا، كانت تتمنى أن يعانقها لمرة واحدة و يشعرها بحنان الاب ...... اندفعت بخطواتٍ هامسة نحو والدها، وجثت إلى جانبه لتفحصه. كانت عيناها مليئتان بالدموع، تحاول تهدئة نفسها بصعوبة ، يديها تتحرك من تلقاء نفسها و تمسك رقبة والدها تريد ان تغرس اظافرها فيها لكنها سرعان ما سحبت يدها ....و بدأت افكارها تتشابك في دوامة من الاضطراب. ثم اخترق اذنها صوت والدها المتعب .... ثم اخترق اذنها صوت والدها المتعب ... -" من انت ؟! " ايلا :" ابي انها انا ابنتك ايلا " بليك رجل في منتصف الأربعينات، يتمتع بوجه جميل ذو ملامح حادة. يزيّن وجهه شعره الأسود الكثيف الذي يلامس كتفيه بلون غني. عيناه بنيتان وعميقتان. إطلالته طويلة ورشيقة تمنحه قامة مميزة تضفي عليه وقارًا وجاذبية. ومع كل هذا فهو رجل سكير وان كان هناك جائزة افظع اب لحصل عليها ...... بليك بصوت ثمل : -"هااه ابنتي ؟....اووه صحيح انتي الطفلة التي اشتريتها " نظرت أيلا الى والدها بنظرات منكسرة : -"اجل ابي انها انا " ثم نظر لها بليك بسخرية : -"لازلت اتذكر اليوم الذي تم فيه عرضك للبيع في مزاد للمخلوقات الغريبة .....لقد كنت اعتقد انك حيوان في البداية لكنني تفاجأت بانك تستطيعين الكلام " ايلا بصوت مرتجف : -"انا اعيش معك لسنوات لماذا لا تتبناني ؟! " بليك : -"هاااه اتبناك؟!يبدو انك صدقني المسرحية التي نمثلها امام سكان القرية ....." ايلا باستغراب: -"اذا لم يكن هدفك الحصول على ابنة اذن لم...." قاطعها صوت ضحكات بليك التي ملأت المنزل - "هههههه ومن قال انني اريد الحصول على ابنة فلو اردت ذلك لانجبتها منذ زمن ... لقد اشتريتك فقط لأنجز مهمتي المقدسة " بعد.كلمات بليك رأت انها فرصة مناسبة لتستطيع استخراج بعض المعلومات من والدها فنظرت له بجدية : -"هممم عن اي مهمة تتحدث ؟! " بليك بثقة : -"انا خادم الشيطان العظيم لقد كلفت بفتح البوابات الى عالم فيورانيا سوف يحكمون العالم " نظرت له ايلا باستهزاء : -"بحق الجحيم ما دخلي بهذا الامر " نظر لها بليك بنظرات لم تستطع فهمها : -"ايلا عزيزتي الم تفهمي الى اليوم سبب بقائك معي بالرغم من انك غير مفيدة ابدا ....انت تكونين احد م" ثم قاطعه تداخل ضحكات مبتهجة وخفيفة تتردد في كل زاوية من أرجاء المنزل، فقد تحولت تلك الأصوات البهجة إلى ضجيج مُربك و مزعج .... بليك بانزعاج : -"هاا ماهذا الصوت المزعج الذي يشبه نهيق الحمار" وضعت ايلا يدها على شفتيها محاولة كتم ضحكتها : -"ااحمم انه صوت امي لابد من انها استيقظت " قلب بليك عينيه بملل : -"تلك العاهرة التي في الداخل عندما اتيت الى قرية اوبال اللعينة لاول مرة كانت تعمل راهبة في المعبد لكنها كانت مهددة بالاعدام لتطهير ذنبها فقد خرقت قوانين المعبد المقدسة وانجبت طفلين من علاقة غير شرعية فلولاي لما كانت حية الان " نظرت ايلا الى والدها باستغراب : -"هااه هل لدي اخوان ؟! " -"اجل لقد كان احدهما اكبر منك ب6 سنوات و الاخر ب3 سنوات " -"كانا ؟! هل توفيا ؟! " -"اجل لكنهما ماتا من اجل هدف مقدس كما ان والدتك كانت ستقتلهما في كلتا الحالتين " وقفت ايلا من مكانها مصدومة : -"مهلا مهلا هل قمت بقتلهما ؟!! انت وحش كيف استطعت قتل طفلين لم يرايا شيئا من هذا العالم " نظر والظها اليها بنظرة مخيفة ورفع حاجبه : -"من الذي تقولين عنه وحش هل تتكلمني عن نفسك" ثم امسك ايلا بقوة من شعرها الطويل فجعلها تجثو على ركبيتها بجانبه مرة اخرى ....وهمس في اذنها بصوت هادئ -"ايلا مدي يدك " بلعت ايلا ريقها بصعوبة و بدات ترتجف : "ابي انا اسفة لم اقصد قول ذلك لك " شد والدها قبضته مما سبب لها الالم اكثر وبصوت اكثر هدوء "ايلا لا تدعيني اعيد كلامي مدي يدك" استسلمت ايلا ومدّت يدها وهي ترتجف، تحاول بصعوبة كبيرة كبت دموعها. كانت تعلم أن والدها سيقوم مرة أخرى بمعاقبتها بقسوة لا تحتملها. بينما هي هكذا، أمسك والدها باحدى زجاجات النبيذ المرماة بجانبه وكسرها بوحشية. ثم أخذ إحدى الزجاجات واقترب بها من يدها النحيفة و المليئة بالكدمات ... بدأ بتمرير الزجاجة على بشرتها البيضاء بكل هدوء ثم غرز الزجاجة بوحشية في يدها وشرع في كتابة رسائل غامضة على جلدها، دون أن يُلتفت لصرخات إيلا المتألمة أو لدمها المتناثر . بعد صرخاتها المتواصلة اتت امرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها، تمتاز بشعر اشقر جميل يتدفق بأمواج ناعمة على وجهها. عيونها زرقاء ساحرة، تعكس عمقًا وأناقة. تبدو ملامح وجهها حادة وجميلة. ومع كل خطوة غاضبة تخطوها يبرز جسدها اكثر بسبب ملابسها .... وقد كانت تشتم ايلا بدون توقف مع كل خطوة تتقدمها نحوهم ثم ابعدتها عن بليك بقوة و صفعتها بقوة .... بلبك : -"ايفا ايتها للسافلة لما تقاطعين جلسة التأديب خاصتي" ثم نظرت ايفا الى بليك بانزعاج : -"ايها الوغد ان كنت تريد معاقبتها فافعل ذلك في الخارج لا تلوث منزلي بدمها القذر كما انا كدت افقد زبوني بسببكما " نظر لها بليك ببرودة : -"اووي كلانا يعرف كيف تقومين باغراء الرجال لذا يا عاهرة عودي الى الفراش واكملي عملك لا تتدخلي بي " ثم اقتربت منه ايفا بطريقة مغرية و همست في اذنه : "عزيزي لما لا تنضم الينا دعنا نستمتع معا" دفع بليك ايفا بقوة الى ان سقطت عن الارض : "ابتعدي عني ايتها العاهرة اخبرتك الف مرة انني لن اخضع لك " ارجعت ايفا شعرها المبعثر خلف اذنها ووقفت مغادرة و لكن قبل ان تغادر نظرت الى ايلا بغضب و صفعتها مرة اخرى بلا سبب : -"غادري الى ان يخمد غضبي لا اريد رؤية وجهك اللعين " وضعت ايلا يدها المجروحة على خدها الذي اصبح لونه احمر بسبب قوة الصفعة وكانت تقبض على يدها الاخرى بقوة : -"انا اسفة امي لن اريك وجهي ابدا " غادرت أيلا المنزل بغضب وكانت دموعها تنهمر بلا توقف . لقد كان اكتشاف حقيقة جديدة عن عائلتها المزيفة صدمة كبيرة لها، وكانت تشعر بالخيبة والضياع. كانت تفكر في الحقائق المؤلمة التي أخبرها بها بليك و عن طريقة معاملة ايفا لها ... توجهت مسرعة إلى مكانها السري الذي كانت تحب الجلوس فيه مع صديق طفولتها الذي يعني لها الكثير. كان ذلك المكان منطقة هادئة مطلة على بحيرة صغيرة في الغابة، جلست بجانب البحيرة تحدق في انعكاس الشمس على سطح الماء....بدأت تفكر في ما اخبرها به بليك وبدأت الذكريات تتبادر الى ذهنها و ارتبط كل شيء ببعضه لكن لا تزال الحقيقة ضبابية ، ضمت ركبتيها الى صدرها وبدأت الدموع تنهمر من عينيها. كانت تشعر بالقلق و الرغبة في رؤية الدماء ...بينما هي غارقة في بحر من الأفكار والتساؤلات، كانت تحاول فهم حقيقتها ومصيرها المجهول. في لحظة من الضياع، قطع تفكيرها عندما وضع ايثان يده الدافئة والمطمئنة على كتفها. لم يكن لديه الحاجة للكلام، لأن عبارات الدعم والتضامن كانت تنبع من لمسة يده اللطيفة. كانت تلك اللحظة تعني لأيلا الكثير، فقد شعرت بالدفء والأمان عندما شعرت بلمسة صديقها القريب الذي كان موجودًا ليدعمها.وكأنه يفهم ما تمر به، بقي ايثان بجانبها وهو يعطيها المساحة لتعبر عن مشاعرها وأفكارها إن أرادت ذلك. لم يكن يحاول حل مشاكلها أو إعطاء حلاً سحريًا، بل كان هدفه مجرد التواجد والاستماع بصدق. ابتسمت ايلا بخفة، فقد شعرت بالتخفيف والراحة في تلك اللحظة. علمت أنها ليست وحيدة في هذا العالم المجهول، فهناك شخص مثل ايثان الذي يفهمها ويقف بجانبها بكل تلك المشاعر المعقدة. امال ايثان رأسه : -"أيلا لما لاتتوقفين عن التمثيل فانا اعلم ان هذه الدموع ليست حقيقة " مسحت ايلا اعينها و ابتسمت : -"ايثان انا لم اعد استطيع السيطرة على نفسي في كل مرة اكون بجانبهما يزداد تعطشي لدماء و تروادني افكار كثيرة عن طريقة لقتلهما " ايثان بعبوس : "اخبرتك اكثر من مرة دعينا نقتلهما لكنك لا توافقين " ايلا : -"ايثان عزيزي يجب ان ابقيهما على قيد الحياة لاستطيع جمع المعلومات الكافية لنخرج من اوبال اللعينة " ايثان بتفهم : -"حسنا اذن لما تصرين على البكاء في كل مرة نلتقي بها " ايلا بحماس : - "يجب ان اتدرب على التمثيل لابدو ضعيفة لكي احظى باهتمامها " رفع ايثان حاجبه باستغراب : -"هاااه اهتمام ؟!! ...انا لا افهم الامر عن اي اهتمام تتحدثين ....ذلك العجوز السكير كل يوم يقوم بضربك عندما يكون ثملا ويجبرك على العمل .... وتلك العاهرة تحضر الرجال الى المنزل كل ليلة الا تتذكرين ذلك الرجل الذب حاول الاعتداء عليك " قاطعته ايلا بملل : -"حتى لو اردت الرحيل ليس لدي مكان لاذهب اليه " احتجز إيثان خصلة من شعر إيلا بين اصابع ، وقرَّبها بعناية إلى أنفه، وبدأ بشم رائحتها بتمعن.: -"لما لا تاتين للعيش معي في الغابة اعدك انني ساحميك من كل شيء " حدقت ايلا بايثان لثوان : "ايثان توقف عن العبث بشعري " ابتسم ايثان الى ان برزت انيابه : "لا اعلم كيف اصارحك بالامر لكنك تملكين رائحة مميزة تجذبني لك " ضحكت ايلا بسخرية : -" اجذبك ؟! ...منذ ان كنت صغيرة لطالما خاف الجميع مني بسبب ملامحي لكنك الوحيد الذي تقبلني " اتكئ ايثان على العشب وحدق بالسماء : -"ايلا نحن متشابهان كلانا لا يملك والدين كما ان ملامحي مخيفة اكثر منك " ايلا باستغراب : -"ماذا ؟! انت مخيف من اخبرك بهذه السخافة...." إيثان شاب بنفس عمر ايلا . شعره الأبيض كالثلج يتساقط بأناقة على جبينه، يعكس براءته ... عيناه زرقاء كالسماء الصافية، تعكس عمق شخصيته ... بشرته بيضاء كاللؤلؤ ، وعندما يبتسم، تبرز انيابه التي تضفي لمسة غامضة على جاذبيته... وخلف تلك الابتسامة يقبع شيطان بداخله وظلام لا يعلمه أحد سوى ايلا ..... ايثان : -"لا تهتمي بالامر بالمناسبة لقد حصلت على كتاب جديد يتحدث عن عالم "فيورانيا" الذي يهذي به والدك عندما يكون ثملا " ايلا: -"لقد ظننت اننا قرأنا كل الكتب المتعلقة به " ايثان: -" لقد وجدته في الجزء المحظور من المكتبة " ايلا : -"ايثان هل اشتريته ؟! " ايثان : -"هااه هل انت جادة منذ متى اشتري الاشياء تعلمين انني اسرقها دائما " وضعت ايلا يدها على رأس ايثان وابتسمت : "هذا هو فتاي" ايثان بملامح طفولية : "ايلا لماذا تعاملينني كالطفل ....نحن في نفس العمر " ايلا بابتسامة: "يجدر بك ان تركع لي لانك الوحيد الذي اقوم بتدليله " ايثان بنبرة حزينة : "انت ملاكي المنقذ لقد انقذتني من الموت بعد ان رحل جدي و تركني وحيدا في هذا العالم اللعين " وقفت ايلا من مكانها و نظرت لايثان بعيونها الخضراء : -"ايثان انت ليس وحيدا فانا موجودة معك .... اعدك بان اخرجك من هذه القرية البائسة " مد ايثان الكتاب الذي سرقة لأيلا : "فلتقرئيه ربما تجدين شيء مفيد " اخذت ايلا الكتاب من يدي ايثان ثم انحنت وقبلت خده : "اهتم بنفسك ولا تدع احدا يراك خصوصا بليك " ايثان بابتسامة: "لا تقلقي لن ادعه ير" قاطعه صوت صراخ من خلفهم ينادي اسم أيلا بغضب ....التفتت ايلا وايثان في نفس الوقت الى مصدر الصوت ...اتسعت اعين ايلا بعد ان رأت بليك وبعض الرجال الغريبين معه ..... التفتت ايلا الى ايثان بسرعة : "ايثان اهرب بسرعة لا تدعهم يقبضون عليك " امسك ايثان يد ايلا : "تعالي معي لن اتركك وح....." ثم لمح يد أيلا المجروحة، واجتاحه الغضب بكل همجية ....وفي لحظة خاطفة ترك يد ايلا صرخت ايلا بكل مالديها : "ايثان ارجوك اهرب " لم يستطع ايثان سماه صوت ايلا بسبب غضبه فهجم على بليك لكن احد الرجال اعترض طريقه فقام ايثان بلكمه بقوة الى ان كسر فكه وسقط على الارض وقف ايثان فوق جسد الرجل و تامل وجهه لثوان ثم بصق عليه واكمل طريقه نحو بليك باندفاع ، لقد كان ايثان يتمتع بقوة جسدية غريبة في بعض الاحيان تجعل من يراه يشك في انه بشري ....اتسعت اعين ايلا عندما رأت الرجال الذين بجانب بليك يخرجون اسلحة و يوجهونها نحو ايثان .... وفي لحظة امتزج الصمت في الغابة مع نبض اللحظة الحاسمة حينما انطلقت رصاصة واحدة من المسدس نحو إيثان. وكأن الزمن قد تجمّد، حيث أصبح العالم من حوله يرتجف في توقف عابر. تلك الرصاصة الوحيدة أحاطت نفسها بلحظات من الصمت المطبق، ثم اندفعت بسرعة مذهلة في اتجاهه ، فشهدت ايلا لحظة اختراق الرصاصة لجسد ايثان .... ثم اطلقت صرخة متألمةو غاضبة بعد ان رأته يسقط على الارض و دماءه تلون الارض ....اقتربت ايلا من ايثان الذي لم يعد يتحرك و امسكت يده الملطخة بالدماء و انزلت رأسها تحاول تهدأت نفسها وابعاد الافكار التي تجول في بالها الى ان قطع تفكيرها حمل احد الرجلين لايثان ....رفعت ايلا رأسها نحوه بسرعة و نظرت له باعين حمراء قاتمة تشع بنيران الغضب و التعطش لدماء .... افلت الرجل ايثان بسرعة بعد ان رأى نظرتها تراجع الرجل خطوة الى الخلف و رمش مرتين و بعد الرمشة الثالثة اختفت ايلا من امامه فوجدها متعلقة به تغرز اظافر يدها اليمنى التي تشبه المخالب بعمق في عينه بينما يدها الاخرى تغرز في ظهره ..... وانيابها تتغلغل بعمق في رقبته ...بدأ الرجل في الصراخ بعد ان احس بتنفسه يثقل فحاول ابعادها عنه لكنها متشبثة به فوجه مسدسه نحوها كتهديد لها لتبتعد عنه .... لكن بفضل غريزة ايلا احست به يوجه المسدس نحوها و في لحظة رفعت رأسها من رقبته بسرعة و اخرجت اظافرها في نفس اللحظة و ابتعدت عنه بعد ان سقط جثة هامدة .... اتسعت اعين بليك من المنظر الذي يراه امامه لقد كانت ايلا الضعيفة و سريعة البكاء تقف امامه وتحمل في يدها اليمنى مقلة عين الرجل و في فمها جزء من رقبته بينما تتساقط قطرات الدم من فمها و يديها....لقد كان مشاهدا مهيبا كما لو ان حيوان مفترس يقف امامه و ليس بشرية ....رمت ايلا ما كانت تحمل في يدها وفمها و اتجهت نحو ايثان و عانقته بكل قوتها وهمست في اذنه "ايثان لقد وعدتني ان تبقى معي ان مت سوف العنك طول حياتي ...." قطع همسها امساك بليك لها من شعرها بكل قوة و رفعها لتلتقي عيونهما ....نظر لها بليك بابتسامة خبيثة وسعيدة : "ايلا ايلا من كان يظن انك تخفين كل هذه الهمجية في داخلك لوهلة كنت اعتقد انني اشاهد حيوان امامي " ايلا بغضب : "ايها الوغد الحقير سوف اقتلك و ارمي جثتك للكلاب" ضحك بليك باعلى صوت : "ههههههه هل اصبحت تهددينني الان ....هممم منذ متى و انت تملكين اعين حمراء ؟! " الرجل بخوف : "بليك سوف نتاخر عن الموعد سوف احمل جثة هذا الولد وانت اهتم بتلك الفتاة لانه من المستحيل ان اقترب منها لا اريد الموت " بليك بابتسامة : "لا تقلق سوف اهتم بها فهي حيواني الاليف الذي ربيته ... " ايلا بغضب : "افلتني ايها اللقيط افلتني ( بدأت ايلا تغرز اظافرها في يده محاولة تحرير شعرها من قبضته ) سوف اقت..... " لم تكمل كلامها بسبب بليك الذي قام بضبرها على رأسها ليغمى عليها لو تركها لدقائق اخرى لقطعت يده باظافرها التي اصبحت تشبه المخالب .....ثم حمل ايلا وخرجا من الغابة...... # صحراء سيفار فتحت عينيها ببطء على مشهد يتسم بالضبابية والغموض. كانت تشعر بألم حاد في رأسها . لم تستطيع تذكر كيف وصلت إلى هذا الوضع . الضوء المخترق من فتحة صغيرة في الستارة يتسلل الى اعينها ، وهمس الأصوات البعيدة يتعالى في أذنيها. تمالكت نفسها و حاولت الوقوف لكن يديها و قدميها مقيدة ، بعد معاناة و محاولات فاشلة استطاعت الجلوس وعندما نظرت حولها، اندهشت لتجد نفسها في مكان غريب شديد الحرارة و يتجلى البساط الرملي الناعم تحتها ، مما يمنح الأرضية شعورًا مريحًا. سقف الخيمة يتراوح من الألوان الزرقاء إلى الأحمر والأصفر، ومن على السقف معلقة أنوار ناعمة تنثر ضوءًا دافئًا في كل الاتجاهات.الحائط الواحد من الخيمة مصنوع من قماش ناعم وشفاف يتيح للهواء النقي والضوء الطبيعي دخولها. الزوايا مليئة بوسائد مريحة ومنسجمة مع الألوان الزاهية لإضفاء لمسة من الأناقة.بعد تأمل طويل فهمت انها في خيمة و في وسط الصحراء . للحظة، بدأت تحاول استعادة تفاصيل اللحظات السابقة التي أدت إلى هذا المشهد الغامض.... ثم اتسعت اعينها بعد ان تذكرت كل ما حدث لاثان فبدأت بالصراخ باعلى صوت و بعد دقائق دخل عليها رجلٌ متلحف يرتدي ثوبًا فضفاضًا باللون الأرجواني التقليدي لصحراء ، وكان لديه عمامة منقوشة تغطي جزءاً كبيراً من وجهه ورأسه لحمايته من الشمس القوية. ونظر لايلا بحدة لكي تصمت ايلا بغضب : "من انت لما احضرتني الى هنا ؟! " ثم ابعد اللحاف عن وجهها وابتسم "ابنتي العزيزة الم تعودي تستطيعين التعرف على والدك ؟! يبدو ان النوم لاسبوع قد اثر على ذاكرتك " اياا بدهشة : "هااه اسبوع ؟! مالذي فعلته ؟! " اقترب بليك من ايلا وجلس بجانبها :"لم افعل شيء كل ما قمت به انني ضربتك على رأسك لكنني لم اتوقع انك ستغيبين عن الوعي لاسبوع و...." قاطعته ايلا : "اين هو ايثان ؟! " نظر بلبك الى ساعته ثم وقف و امسك ايلا من شعرها وبدأ يجرها من خلفه : "ايثان سيقوم باخر مهمة له في هذا العالم لذا لا تقلقي عليه " ايلا :"اووي اتركني دعني ارى ايثان " بليك : "ايثان الان في وسط المحيط و بعد دقائق سوف يتم رمي جثته في المحيط الاطلسي وانت سوف تدخلين الى سيفار " ايلا :"هااه المحيط الاطلسي ؟! سيفار ؟! مالذي تريد فعله ؟! " بليك : "اصمتي لقد اصابني الصدع بسبب اسئلتك " ظل بليك يجر ايلا من شعرها الى وصلا الى توقف امام بوابة حجرية كبيرة و رمى ايلا امامها وكان يوجد امامها الكثير من الاشخاص الملثمين .....ثم اقترب منها احد الرجال و قام بجرح يد ايلا ووضع كأس تحت يدها ليسقط دمها في داخل الكاس .... وبعد دقائق امتلئت الكاس بدماء أيلا اخذ الرجل الكأس وبدأ بقول بعض الكلام الغريب عليها و يعد ان انتهى من القراءة سكب الدم على الباب الحجري ..... بعد ثواني بدأت الارض تهتز و انفحت البوابة ببطئ ....مع انفتاح البوابة بدأ الرجال الملثمون بقول كلام غير مفهوم في نفس الوقت ... التفتت ايلا الى بليك باستغراب فوجدته يقول نفس الكلام و بعد ان انتهوا امسك بليك ايلا من شعرها وانحنا الى اذنها و همس "عزيزتي ايلا هذه اول نرة تك

يتبع......

الرواية التالية الرواية السابقة
لا توجد تعليقات
اضـف تعليق
comment url