رواية.. صراع بين عاشق ومغتصب..

في أفخم مدن القاهرة في أحد منزلها الفخمة تجلس الفتاة ترتدي ثوب طويل بأكمام ذات الوان لأسود، و ترتدي عليه حجاب قصير يلتف حول عنقها بالوان الأسود أيضاً، و يوجد بجوارها ناس كثيرون والجميع يرتدي الملابس بنفس لون ملابس الفتاة كان لون الأسود، و أصوات قرأت (القران الكريم) عالية تملئ المنزل ويظهر أن يوجد مراسم عزاء للموت أحدهم، أردفت الفتاة قائلة من بين بكاء المريع، و قد أحمرت عيناها التي تشبه عسل النحل الصافي، وكانت ترامق أحد الموجودين بغضب.. 

_يعني إيه ياحضرت المحامي؛ انا و أخواتي هنكون في الشارع. 

يرد عليها المحامي قائلا بأسف، و هو ينظر الي شخص ما بارتباك.. 

_أنا آسف يأنسه بس.. ولدك الله يرحمه، كان ماضي على شيك ب 250 مليون لعمك (فوزي)، و حساب القانون كل حاجة بسم ولدك الله يرحمه هتكون لعمك (فوزي) 

تنظر الفتاة إلى أحدهم يجلس أمامها باستحقار و هي تتقزاز من رأيته، بينما أردف الشخص الذي يسمي فوزي قائلاً بضيق من تلك النظرات التي أحرقت وجهه.. 

_أي بتبصي ليه كدا يا ست (كنوز) هو أنا بسرقكم لا سمح الله، و بعدين ده شغل و الشغل شغل، و بوكي الله يرحمه قبل ما يموت كان داخل في صفقة كبرها وخسارة للأسف، ومكانش في حد غير يساعدوا و أستلاف مني المبلغ الكبير ده علشان يعوض الخسارة اللي هو خسارة، بس.. اللي حصل حصل بقا و الله يرحمه، مات قبل ما يرجع شغله ويرجع لي فلوسي ومن حقي فلوسي ترجع لي، ولا أي ياحضرت المحامي. 

ترد التي تداعي (كنوز) قائلا باستفهام؟ ممزوج بالغصب.. 

_طيب وأنا وخواتي ياعمي ها نعيش أزاي؟ ولا هصرف عليهم منين؟ ده انا لسة مخلصها اول سنه كليه هندسه، يعنى لو عاوزة أشتغل مافيش حد هيقبل يشغلني عندوا. 

يرد عليها(فوزي) قائلاً بانفعال، و هو يجلس مكانه بهدوء.. 

_ اي ياست (كنوز) هو انا بقولك هرمكي أنت و أخواتك في الشارع لا سمح الله، لا طبعاً انتم عيال أخويا من لحمي ودمي وانا مش هارمي لحمي في الشارع للكلاب تنتش في. 

تقف (كنوز) وهي تنزع آثار بكاءها بكبرياء ونظرا الي الجميع باستحقار وهي تضم يديها الي صدرها بينما أردفت قائلة بغرور و هي ترفع رأسها الي الأعلى كما لو كانت تريد ان تصعد الي السماء.. 

_لا متشكرين يأستاذ (فوزي) مستغنيين عن خدماتك ما تتعبش نفسك، و انا أفضل اني أكون في الشارع انا و أخواتي ولا أكون في حضن إنسان جشع وطماع زاي حضرتك، و مش بيهتم غير بالمكسب والفلوس. 

❈-❈-❈ 

و فجأة تصمت (كنوز) عن الحديث، عندما تلقت صفعه قويه علي وجهه من يد قاسية مثل قلب ذلك الذي يدعي انه عما لها والي أخواتها الصغار، تضع (كنوز) يديها على وجهها آثار الصفعة القاسية التي تركت أثار أصابع ذلك المتحجر علي خديها، من أجل أن تذكرها دوماً بها، بينما يصرخ هو في وجهها بغضب قائلاً.. 

_أنت أتجننتي يابنت أنت ازاي أتجراتي تكلمني بطريقه دي؟ ما أنت بنت قليلة لأدب صح ما لاقتِش اللي يربيكِ فعلاً، و انا اعرف ازاي أربكي من اول وجدي 

نظرت كنوز بذهول الي الفراغ أمامها بينما كانت تضع يديها على خديها و هي تشعر بالكسر ولا أول مره في حياتها تحصل على هذا المعاملة الذي حصلت عليها حتي ولدها المتوفي لم يجرا علي معاملتها بهذا القسوة يومآ، ثم نظرت ذلك المتحجر وعيناها تشتعل من الغضب وقالت بصوت عالي.. 

_انت أتجننت ازاي ترفع إيدك عليا ده بابا الله يرحمه عمرو ما عملها؟ و مش مسموح لحضرتك تغلط في تربتي علشان انا مترابي أحسنا تربي، لكن الدور والبقي على اللي دخليني علي طمع. 

يغضب (فوزي) بشدة مما تفوهت بها (كنوز) و من تلك الكلمات التي كشفت له حقيقة نفسه، ينظر إليها نظرات مرعبة مليئة بالغصب، و دون حسبنا يصفعها علي وجهه مره ثانيه، بينما أردف قائلاً بفحيح مثل فيح الأفعى، وهو يمسك (كنوز) من فمها بعنف.. 

_أنت بنت قليلة لأدب ولسانك طويل، وانا هعرف ازاي اقص لك لسانك، وأكسرك جناحك يحلوها. 

ينهض المحامي والجميع من علي مقعدهم بينما أردف قائلاً بتهددي، و هو يتقدم نحو ذلك الشيطان يحاول أن يبعده عن تلك الصغيرة قبل ان يحطم صف أسنانها دون أن يشعر.. 

_أهدي يأستاذ (فوزي) مش كدا، أكيد الأنسة (كنوز) ماتقصدش، اللي قالت عليها مهما كان هي لسة طفلة النهارده تاني يوم موت أهلها، و أكيد مش عارفة هي بتقول أيه. 

يحدق (فوزي) في ملامح وجهها أبنت أخيه التي أصبحت تنزف الدماء من فمها بغزارة، من شدة قبضة يده علي فمها الصغيرة، و عندما يشعر بضعف جسدها الرقيق، يتركها بعنف الي درجة أنها وقعت فوق الأرض بقوة ، وأصدرت الأرض القاسية أصوات تعلن تحطيم عظامها الرقيقة، بينما هرولوا أخواتها الصغار إليها وهم يبكون علي ما حدث الي شقيقتهم أمام أعيونهم، و عندما يصل كلا منهم إليها يرتمون في أحضانها، اما اكبرهم الذي مزال في الثاني عشر من عمره، يذهب أتجاه هذه العم الظالم الذي صفع شقيقته أمام عيناه و يقوم بلكمة بقوة بيده الصغيرة التي كانت بنسبه الي ذلك المتحجر لمسات رقيقه، و هو يصرخ عليه قائلاً: 

_انا هقتلك علشان ضربت (كنوز) أختي انا هومتك من الضرب، علشان تاني مره ما تضربش أختي. 

❈-❈-❈ 

لكن.. هذا العم ذات القلب القاسي الذي لم يشعر بشفقه على أطفال أخي الذين أصبحوا أيتام أم و أب في ليله و ضحها، ليقوم دون رحمة صفع هذا الطفل الصغير علي وجهه دون أي إحساس بشفقه أو يراعى انه مزال طفل، لا يستوعب ما يقوم بفعله، بينما صرخت (كنوز) مفزوعة على شقيقها الذي سقط أمام عيناها على بلاط ارضاً قاسية مثل قلوب بعض البشر، هرولة الي شقيقها، بينما رفعت كف يديها تنزع آثار بكاءها بأناملها الصغيرة و أردفت قائلة بتسأل و علامات القلق لا تفارق ملامحها الحزينة.. 

_زياد حبيبي انت كويس؟ 

يجيب الطفل (زياد) و هو يحاول النهوض من علي ظهره و يجلس أمام شقيقته التي تبكي بكاء مريع، يحاول أن يشعرها أنه بخير و ليسه هناك داعي الي كل هذا البكاء، بينما يتألم من هذي الصفعة القاسية لكن لم يهتم الى ذلك وكل ما يشغل تفكيره دموع شقيقته، يضع كف يده الصغير على وجهها بحنان ينزع لها أثار بكاؤها، التي شوهة ملامحها الجميل و أردف قائلاً: 

_ ما تخفيش يا (كنوز) أنا كويس و مش تخافي من حاجه طول ما انا معاكي، مش هاخلي حد يرفع إيده عليكي تاني. 

تنظر (كنوز) إلى أخيه بعين دمعة و لا تستطيع أن تنطق بقول شيء، فقط أخذت شقيقها في أحضانها ودموع تسير على خديها بهدوء، ورق قلوب الكاثرون من الحضور علي هذا الأطفال الصغار بسبب هذا المشهد المثير، الا قلب ذلك المتحجر الذي يمتلك قلب قاسية أكثر من الحجارة.

يأتي طفل صغير في (9) من عمره وهو يركض وخلفه طفله في(7) من عمرها، وهم يصرخون يبكون من شدة خوفهم مما يشاهدون أمام عينهم، ولأول مرة في حياتهم يراءون هذا المشهد الذي أرعب قلبهم الصغيرة، يضموا شقيقتهم الكبيرة بقوة، كما لو كانت هي أصبحت مصدر الأمان الواحد لهم، بينما أردف (لوجين) شقيقة (كنوز) الصغيرة قائلة من بين بكائها.. 

_ أنا عاوزها ماما وبابا يا كنوز، عموا ده وحش وانا مش بحبه. 

أزادته (كنوز) في بكائها بينما ضمت أخواتها الصغار أكثر الي أحضانها، و أسترجع عقلها شيء حدث في الأمس

(فلاش باك) 

أمام منزل عائلة (كنوز) يقف كلا من (كنوز) و أبويها و أخواتها الصغار، بينما أردفت (كنوز) قائلة بحزن مصتنع.. 

_هو أنتم يعني لازم تروحوا مع بعض؛ في كل مشوار يعني. 

ترد أم كنوز بحنق قائلة و هي ترامق أبنتها بضيق مصتنع.. 

_أي في اي ياست (كنوز)؟ مستكثره على أخد جوزي معي وانا رايحه أشوف ماما اللي بقي لي أكتر من شهر مشوفتها، بسبب امتحاناتك أنت و أخوتك 

تنظر (كنوز) بذهول! الي و لدتها و أردفت قائلة بغباء.. 

_هو أنت ياماما ندمنها؛ انك خلفتينا ولا اي؟ 

تحضنها أمها بحنان، بينما أردفت قائلة بحب صادق يظهر في لمعة عيناها.. 

_اي الهبل اللي أنت بتقوليه ده يا (كنوز)؟ ده أنتي وإخوانك كنز من اكبر كنوز العالم اللي ربنا رزقني بيهم. 

تتظاهر( كنوز) بضيق وهي تخرج من هذا الحضن الدفء، الذي لو كانت تعلم أنه على وشك الانحرام منه، لظلت داخله ما تبقى لها من عمرها و أردفت قائلة بمزح مع بعض علامات التكشير المزيفة التي ترسمها على ملامحها.. 

_يالهوي هنبدا بقا بالمحن والمحني، بقولكم اي أنتم الإتنين انا لسة طلعه من حاجه أسمها امتحانات، و مش ها قول لكم بقا يعني ايه امتحانات، يعني الجحيم بعينا و عاوزها أرتاح شوية وأشوف الدنيا من غير كتاب، مش أخلص من كتاب الاقي نفسي قدام تالت قرود. 

أردفت و لدتها قائلة بغضب.. 

_يعني اي ياست (كنوز)؟ 

كنوز وهي تنظر الي أمها ببراءة، بينما تداعب خديها بأناملها الصغيرة.. 

_يعني يانونو ياعسل شوفي انتي رايحه علي فين مع نفسك، و روحي شوفي تيتة زاي مأنتي عاوزها ربنا معاكي، و تروحي وترجعي بألف سلامه يارب. 

يضحك الأب بشدة و كانت أصوات ضحكاته تملئ المكان، على حديث (كنوز) وتصرفاتها الطفولية مع ولدتها، ويفهم انها لا تريد أن تعتني بأخواتها الصغار في غيابهم، أردف قائلاً بتحذير وهو يوصيه على أخواتها الصغار في غيابهم، لكن.. لم يكن يعلم هذا لأب انهم سوف يذهبون في راحلة طويلة لا عوده منها.. 

_اسمعي ياست (كنوز) أخواتك أمانة معاكي، لحد ما نرجع انا و أمك من السافر انتي فاهمه. 

تبتسما الأم بانتصار في وجهه (كنوز) العابث، وهي تفعل ما كنت تفعله (كنوز) معها منذ قليل تداعب خديها بطريقة طفولية، و أردفت قائلة باستفزاز.. 

_ يلا ياحبيبي علشان مانتاخرش اكتر من كده، وانتي يا (كنوز) ياروح ماما خدي بالك من لوجين وأخواتك علي مانرجع انا و وباباكي من السفر يا عيون ماما. 

❈-❈-❈ 

(باك) 

تستيقظ (كنوز) من ذكرياتها و أردفت قائلة ببكاء، وهي تضم أخواتها الصغار الي صدرها بقوة.. 

_ليه مشيتوا مع بعض؟ ليه ماسمعتوش كلامي ومشيتوا مع بعض و سبتوا لي أخواتي أمانة معايا وانتم عارفين إني مش قد حمل الأمانة دي، ليه لسه لحد دلوقتي مارجعتوش وحشوتني اوي 

و تظل تبكي و أصوات بكائها كان كافي ان تهز أليه الأرض تحتها، بينما تقدم ذلك العم ذات قلب متحجر بتجاه (كنوز) وأخواته، َودون رحمة أمسكها من حجابها بقوة من الخلف الي درجة شعرت كنوز بالاختناق وروحها على وشك مفارقة جسدها الضعيف، و أردف قائلاً و لم يشفق على هذه الفتاة التي تتألم من قسوة قبضته و هذه الطفال الذين يبكون ويصرخوا خوفاً على شقيقتهَم؛ التي أصبحت هي مصدر الأمان الواحيد لهم.. 

_بقولك اي يابنت انتي وهم انا مش عندي خولك لدلع العيال ده؟ وأسمعني كلامي كويس يحلوها؛ لو عاوزة تعشي انتي و أخواتك في بيتي لازم تشتغلي علشان تصرفي عليهم، ما هو انا مش هاشيل همك وهم أخواتك طول عمري.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحلقة الثاني من صراع بين عاشق ومغتصب الكاتبة صباح عبدالله 

تجيب عليه (كنوز) بغرور و كبرياء لحد الموت و هي تتألم بشدة آثار هذا القبضة القاسي على حجابها، بينما وضعت اناملها الصغيرة فوق حجابها خوفاً أن ينتزع عن رأسها أمام الجميع بسبب قسوة ذلك العم الجشع، الذي لم يراعي أنها أصبحت فتاة في سن البلوغ ولا يجب عليه أن يمسكها من حجابها بهذا الطريقة أمام أحد.. 

_اها سبني يا بني آدم عيب عليك اللي انت بتعمله في اولد أخوك ده من تانى يوم موته، وبعدين انا مش طلبت منك ولا من غيرك يصرف عليا وعلى أخواتي، انا هشتغل وصرف عليهم مش هامد أيدى لحد، وبالأخص لو كان كل،ب مش يهمه غير نفسه.

يجذ (فوزي) على أسنانه من شدة غضبه من تلك الفتاة الثرثرة، بينما ازدادة قبضته عنفاً رأسها أكثر من السابق، و أردف قائلاً بصوت احد من السيف وهو يلهث من الغضب..

_ماشي يابنت أخويا انا ها عرفك مين الك،لب اللي مش هاتمدي ايدك له من النهارده تنسى الرفاهية اللي كنتي فيها انتي و أخوتك و وتستغلي عندي خادمة، ولو عاصتي كلامي لو في حرف واحد بس ها تفضلي من غير اكل وشرب انتي و أخواتك، لحد لم أشوف بعيني أن لوجين الأمورة دي قرابت تروح عند بابا وماما من الجوع، علشان كدا ياقطة عاوزك تفكري مئة مرة قبل ما تحطي عينك الجميلة دي في عيني بعد كدا انتي فاهمه

تحذق (كنوز) في لوجين الصغيرة التي تضم قدمها و هي تبكي من شدة خوفها أن يحدث مثل ما قال ذلك المتحجر و يعطف قلبها على أخواتها فاتقرار أن تتنازل عن كبريائها، و أردفت قائلة بضعف و نبرة صوتها ما نكسرها..

_فاهمة سبني بقا، وحسبي الله ونعم الوكيل فيك وفي كل ظالم جبار زايك.

يتركها (فوزي) وهو يرمي جسدها الصغير أرضاً بعنف أمام الجميع، كما لو كان يريد أن يكسر كل عظامة في جسدها الضعيف أما (كنوز)، فاهي سقطت فوق الأرض ولم تجد أحد يحمي عظام جسدها الذي تحطم بسبب هذا الهبوط القاسي، يركضون أخواتها اتجاهها ف تبتسم لهم غصبناً عنها، وهي تتألم بشدة و أخذتهم جميعاً في أحضانها، وهي تحارب من أجل لا تبكي أمامهم لكن تتغلب عليها تلك الدموع القاسية التي غلغلت علي جفون عيناها وتسللت على خديها بشغف و تحرق في قلبها دون رحمه.

❈-❈-❈

نتعرف بقا علي كنوز، و عائلتها..

كنوز فتاة جميلة ذو جمال هادئة لكنها. ذات شخصية متكبرة ومغرورة لكنها شجاعة و عنيدة أيضا، و هذا مأ سوف يسبب لها الكثير من المتاعب، تمتلك من الجمال العين التي تشبه عسل النحل الصافي، مع البشرة القمحوية الوات ولأنف المستطيل والشفاء الكرزتين، ذو الشعر البني داكن لكنها.. دائماً تخفي وراء حجابها، ذات جسد انثوي رشيق (كنوز)، فتاة في 20 عاما من عمرة مذلة في أول سنه كلية هندسة، لكن.. يحكم عليها القدر أن تصبح يتيمة الأم و الأب في يوم واحد ولديها ثالث أخوات مزالوا جميعهم أطفال..

(زياد) أخوا (كنوز) لإصغار منه سناً ، مزال 12 عام من عمره، لكن يمتلك شخصية شجاعة و يمتلك بعض من طبع كنوز ويحب أخواته و يحب كنوز بشدة، يتميز بالعين البنيه التي تشبه حبات القهوة اللذيذة، مع بشرة بيضاء بياض الحليب ووجه على شكل دائرة مثل البدر، مع الأنف الصغير و الشفاء الصغيرة الحمراء، ذات شعر أسود گ سواد الليل ممزوج بعض الخصلات البني الجميلة.

(نادر) لأخ الثاني الي (كنوز) 9 اعوام، يتميز بالملامحه الطفولية التي تشبه الملائكة، ذات عين زرقاء تشبه بحر هادئة في يوم مشمس و جميل، مع بشرة بيضاء مثل الحليب وجهه مستطيل بعض الشيء، مع الأنف الصغير و الشفاء الصغيرة لكن منفوخة قليلاً، ذو شعر أسود مثل سواد العين.

(لوجين) الأخت الثالثة الي (كنوز) طفلة صغيرة تشبه الملائكة بمعاني الكلمات، تتميز بالعين الخضراء اللامعة مع البشر البيضاء مثل البدر، والانف الصغير و الشفاء الحراء الرقيقة، ذو شعر بني كالكاوي وهذا ما يميزها ويميز جمالها.. 

عم كنوز (فوزي) شاب في 33 من عمره لكن ذو شخصية شرير ولا يهتم بغير جمع المال، وكان يعمل مع شقيقه المتوفي وسوف يكون له يد في موت شقيقه لكن.. سوف نعرف كل شيء فما بعض، يتميز بالعين حادة ذو اللوان العسلي التي تشبه عين الصقر، مع البشرة القمحوية غامق، وجه مستطيل و أنف منحوت مع شفاء رقيقه، يوجد لديه لحية خفيفة أسفل ذقنه، يتميز بشعر الأسود مثل سواد قلبه.

هذا هي عائلة (كنوز) انهم ليسه كثيراً لكن.. كفاية أن يجعلوا حياته أسوأ من الجحيم وبالأخص جشع ذلك العم (فوزي

في مكان ثاني...

يقف شاب أمام نافذة زجاجية تطل علي محيط هائج في منتصف الليل، و هو شارد الذهن ينظر الي الأمواج التي تتسارع أمامه، و يظهر أنه ينتظر قدوم أحدهم وفجأة يقاطع عليه هدوءه دخول شاب أخري، الذي أردف. قائلاً بهدوء و هو يقف خلف ظهر ذلك الشخص، الذي لم ينتبه على قدومه الا من مصدر صواته..

‌_(جاسر) الراجل ومراته ماتوا هتعمل ايه؟

يلتفت ذلك الشخص الذي يداع (جاسر) الي مصدر الصوت، بينما أردف بحزن قائلاً و علامات الندم لا تفارق ملامحه.. 

_ ايه ماتوا بجد، (لا حوله ولا قوة الا بالله العلي العظيم)(أن الله وان اليه راجعون)، طيب هم عندهم اطفال.

يرد الشخص قائلاً بحزن و أسف.. 

_ ايوا للأسف أربعة اكبرهم بنت لسة 20 سنه و أصغرهم لسة 7سنين للأسف. 

يرد (جاسر) قائلاً بحزن و هو يضع يده الإثنين علي وجه و قام بفرق وجه ثم مرار اصابعه بين خصلات شعره وقال بحزن.. 

_(لا اله الاالله) انا ما كنش قصدي اللي حصل ده؟ يا (مراد) هم اللي دخلوا في عربيتي والله.

يرد الشخص الذي يدعي (مراد) قائلا بهدوء، وهو يحاول أن يهدئ من روع صديقه، و يزرع الاطمئنان داخل قلبه بان كل شيء سوف يكون على ما يرام،

_اهدي يا (جاسر) ما تخفش أن شاءلله كل حاجه ها تكون كويسة، بس.. ناوي تعمل ايه دلوقتي؟

يجيب عليه (جاسر) بتوتر وهو يفرك في يده بقوة .. 

_مش عارف يا (مراد)؟ بس.. هم منين و فين الأطفال و مع مين؟

يجيب(مراد) بغباء قائلاً دون تفكير!؟

_من القاهرة.

يحذق (جاسر) في صديقه بضيق و أردف قائلاً بانفعال.. 

_يافرحة أمك بيك يا خويا ما حنا في القاهرة، عايشين فين ياغبي مش ناقص غبائك ده!؟ ركز معايا شوية

ينظر (مراد) له بطرف عين و أردف قائلاً.. 

_من الشيخ زايد بص يا (جاسر) كل اللي انا عرفته عن الرجل ده، الا داخل في عربيتك إمبارح ومات هو ومراته، هو من أكبر رجال الأعمال في القاهرة، بس.. حسب اللي انا عرفته أن هو في الفترة لأخير كان بيعاني من خسارة كبيرها، وحسب اللي سمعته أن أخوا هو اللي ساعده يقف على رجليه مره تانية، بس.. اللي ربنا عاوزه هو اللي هيحصل، و انت عارف بقا أي اللي حصل، و حاجة كمان عرفتها الراجل كان مديون لا أخوا 250 مليون و بعد موتوا أخوا حول كل حاجه باسمه وحسب القنوان أن كل حاجه هتكون باسم أخوا علشان يسد الدين الي على.

يرد (جاسر) بانفعال قائلاً..

_طيب و الأطفال دول بقوا في الشارع؟ ولا عمهم ها يصرف عليهم ولا اي حكايتهم.

يجيب (مراد) قائلاً بهدوء.. 

_بصراحه مش عارف النقطة دي؟

أردف جاسر قائلاً، وهو يحاول ان يشرح ما يريد فعله الي مراد.. 

_طيب أسمع انا عاوز أعرف كل حاجه عن أطفال الراجل ده وعن عمهم، بس.. لأول حاجه عاوز أروح أعزيهم علشان عاوز أعرفهم ويعرفوني، وأهم حاجه مش عاوز حد منهم يعرف انا مين؟ قبل ما عرف كل حاجه عنهم، فأهمت انا بقول اي؟!

مراد باستفهام؟ 

_ليه انت ناوي تعمل اي؟

يحذق جاسر الي المحيط عبر النافذة امامه للحظات، ثم أردف قائلاً بشرود..

_ناوي اريح ضميري يامراد، حساس أن ذنب الراجل ده وأولاده الا أصبحوا أيتام بسببي، ذنبهم في رقبتي.

يرد مراد قائلاً، و هو يضع يده على كتف صديقه، يحاول ان يحمل عنه بعض من أثقال قلبه..

_ اللي حصل ده كان قضاء الله وقدره ياجاسر مش ذنبك الا حصل، بس أرتاح انت النهارده وبكرة أبقي اعمل اللي يريحك، انت لسه جاي من سافر واللي حصل لك إمبارح ماكنش سهل، وماتخافش من حاجه الإجراءات القنوانية اتقفلة و أثبت القنوان ان اللي حصل كان قضاء الله وقدره، متشلش هم حاجه.

يضع جاسر يده على يد صديقه التي على كتفه، و أردف قائلاً بحزن..

_لا يا مراد حتي لو اللي حصل ده ماكنش قصدي وحتى لو القنوان أثبت اني بريء وماليش علاقة بالحادث، بس.. انا اللي كنت السبب في موت شخصين، والسبب ان أربع أطفال أصبحوا أيتام أم و أب في يوم واحد وانا السبب بردو، وانا من النهارده هعتبر ان الأطفال دي مسؤليتي، وانا اللي هاراعيهم واهتم بيهم لاحد ما يبقوا عارفين هم بيعملوا ايه.

أردف ما قائلاً، وهو يعلم أن صديقه لن يستمع له و سوف يفعل مايدور في عقله، حتى لو اعترض العالم بأثريه..

_ماشي يا صاحبي أعمل اللي يريحك وانا هتصل على عمي؛ علشان أعرفوا بالي حصل قبل مايعرف من حد تانى، و قتها بقا انت عارف اي اللي ممكن يعملوا، و أنا من رأى بلاش تروح بيت الراجل ده دلوقتي؟

يجيب جاسر بأسرار قائلاً:

_لاء يا مراد لازم أروح النهارده قبل بكرة وأعرف لأطفال دول هايعيشوا بعد اللي حصل ده ازاي؟ وعمهم هايتعمل معهم ازاي لازم اوي أعرف النقطه دي، علشان ضميري يرتاح شوية من نحيت الأطفال على الاقل.

نتعرف علي كلا من جاسر ومراد...

جاسر الابن الوحيد الى أكبر رجال الاعمال في المافيا فى أمريكة، لكن.. ذات شخصيهة هادئة وذات سلوك حسنه مع الجميع، لكن شخصيه قوية وشجاعة و يصبح وحش مفترس عندما يغضب، ومع ذلك يعشق الهدوء في كل شيء، بعيدأ عن أعمال ولده ک بعد السماء والأرض، جاسر شاب في 28 من عمرها، ملتزماً بالعداد والتقاليد الدينيه يختلف عن ولده كاختلاف الشرق والغرب يختلف عنه في كل شيء، أساس الي نفسه أعماله الخاصة و الان أصبح من أكبر رجال الأعمال فى أمريكة، جاسر جنسية أمركيا و ليسة مصري، لكن.. كانت أمها مصرية وكانت ملتزمة جداً بعادات وتقاليد المصريين وكانت تحب دِنية كثيراً، و مع ذلك عشقت وتزوجت من شخص أمريكي، و كانت دائماً تحافظ علي ان يظل جاسر أبنها بعيدآ عن أعمال ولده، و دائماً ما تزراع في دخله أخلاق و أصول المصريين، في طباع أبنها الوحيد حتي أصبح لا يختلف عنهم في شيء، و علمته تقاليد الدين و الصلاة و نجحت في ذلك و هو الان ملتزم أكثر من شاب مصري حقيقي، يتميز جاسر بالوجه المستدير ولبشرة القمحويه و عيناه تشبه عين الصقر حادة مثل السيف لوانها مثل للون فنجان من القهوة لذيذ المذاق، و الأنف الصغير الذي يشبه طريق مستقيم، يرتسم تحت هذا الطريق المستقيم شفاء رقيق بازغة الحمار يشتهي الى تذوقها الكثيرون من الفتيات الامريكيون، لكن.. هذا كتله من الجليد يكن كل ما بداخلي من مشاعر الى هذة الفتاة التي سوف يمل إليها قلبه وتسيطر على شغفه و هوسه، ذات شعر أسود گ سواد الليل، هذا هو جاسر الذي سوف يعشق الي حد الموت.

مراد أبن خال جاسر شاب و صديق جاسر المقراب والواحيد وهم شركاء فى العمل، مراد أصغر من جاسر بعام تقريباً في 27 من عمره، يتميز بالوجه المستطيل ذات بشرة بشرة قمحوي غامق، يتميز بالعين السوداء مثل سواد السماء في منتصف الليل، مع الانف المنحوت والشفاء الرقيقه، ذات شخصية شجاع وقوي أيضا و يطيع جاسر في اي شيء، و يحبه كما لو كان شقيقه و ليسه أبن عمته فقط..

تسارع في الأحداث..

أمام منزل كنوز تقف سيارة من أفخم أنواع السيارات يجلس في داخله كلاً من جاسر ومراد، كان جاسر يرتدي ملابس منزلي عبارة عن بنطلون بالوان الأسود و قام بارتداء قميص بالوان الأبيض، اما مراد فا هو كان مزال بملابس العمل و كانت عبارة عن بذله رسميه بالوان الرصاصي، يدخل كلاً من جاسر ومراد الي المنزل بعد ان فتح لهم البواب الخاص بالمنزل تلك البوابة السوداء الخاص بمنزل كنوز، يوقف جاسر السيارة أمام باب من الخشب و يلفت أنتبه ذلك الطفل الذي يبكي بالقرب من المنزل، أردف مراد بتسأل قائلاً:

_ اي في اي مالك يا ياجاسر؟ و قفت ليه كدا مش هتدخل.

يرد جاسر قائلاً، وهو مزال بنظر بتجاه الطفل.. 

_في طفل بِعيط ادخل انت؛ علي ماشوف الطفل ده مالوا وبعدين هحصلك.

يحدق مراد هو لآخر الي ذلك الطفل و أردف قائلاً بالا مبال.. 

_ ده بين علي أبن حد من الخدام اللي شغلين في البيت؛ سيبك منه وتعالي ندخل.

لكن.. تقدم جاسر أتجاه الطفل و لم يعطي اي إهتمام الي ما قال مراد فقط رامقه بأستحقار، و أردف قائلاً و هو يتقدم في سيره.. 

_وفيها اي يعني لو أبن حد من الخدام، مش طفل زاي اي طفل؟

و عندما وصل الي ذلك الطفل الذي يبكي يرسم علي وجه ابتسامة هادئة مثل شخصية، و أردف قائلاً بلطف و هو يضع يده على رأس ذلك الفتي الذي يبكي.. 

_اي يابطل اي اللي مزعلك كدا، ممكن اعرف.

ينظر له زياد بدهشة! بينما رفع يده على وجهه ينزع آثار بكائه، و أردف قائلاً .. 

_لا مافيش، بس.. انتم مين؟

يقول كذلك وهو ينظر الي هذان الشبان الذين يقفون أمامه..

يركع جاسر أمام زياد، بينما وضع يدم على وجهه ينزع له آثار دموعه التي تتسل في صمت، و أحمر وجهه و عيناه و يظهر أنه يبكي منذ وقت.. 

_أعتبرني صديقك المقراب يابطل، وقول لي اي ألا مزعلك ومخلي الجمال ده كله يبوظ بسبب الدموع دي؟! 

يشعر قلب هذا الطفل زياد بالأمان أتجاه هذا الشاب الذي يركع أمامه أردف قائلاً بحزن، كما لو كان رب أسيرة و لا يجد شيئاً من أجل أطمعه..

_زعلان علشان كنوز أختي؛ وخايف علي أخواتي الصغيرين. 

ينظر جاسر الي مراد بدهشة! من سبب بكاء ذلك الطفل الصغير الذي يبكي بسبب خوفه علي أخواته يرد قائلاً بستفهام؟

_ليه يابطل خايف علي أخواتك، وزعلان علشان أختك كنوز.

يرد زياد قائلاً بينما أزداد في البكاء أصبح يشهق من كثر البكائه.. 

_بابا وماما ماتوا إمبارح وجاه عمي وضراب كنوز أختي وشغلها خدمة، وقال لها لو مش عملت كل حاجه بيقول عليه هيسيب خواتي الصغيرين من غير أكل لحد مايموتوا من الجواع، وانا خايف عليهم عمي ده شرير ووحش اوي وانا مش بحبه. 

ينظر كلا من جاسر ومرات بذهول الي زياد ومن خلال حديثه أكتشفوا مامصير هذه الأطفال الأربعة مع ذلك العم ذات القلب القاسي، وقبل ان يستوعب احد ما تسمع أذنيه،تأتي من خلفهم فتاة تمشي وهي تعرج علي قدمها، وأردفت قائلة بخوف و هي تاخذ زياد داخل أحضانها.. 

_زياد انت كويس؛ خوفتني عليك لم مش لقيتك مع أخواتك.

يرد زياد بينما أخفي اثار بكائه و أردف قائلاً كما لو لم يكن يبكي منذ قليل، وهذا جعل كلا من مراد وجاسر يندهشون أكثر من تصراف هذا الصبي، الذي مزال في 12 من عمر لكن من يراي يفكر أنع راجل صاحب هموم و أحزان لا يستطيع ان يتحملها أحد.. 

_ اي ياست كنوز هو انا صغير زاي نادر ولوجين ولا اي؟ علشان تخافي عليا.

تبتسم كنوز بحنان في وجهه أخيه و أردفت قائلة بحب .. 

_لا يا زياد يا حبيبي انت راجل قوي وسند لي ولخواتك من بعض ربنا وماما وبابا، بس.. ده مايمنعش ان انا مش أخاف عليك، وبعدين انت عارف اللي حصل و ربنا واحد يعلم انا بقيت بخاف عليك أنت و أخواتك قد اي؟ 

يرد زياد قائلاً ببراءة أطفال..

_ عارف يكنوز يا حبيبتي، بس.. ماتخافيش انا مش هسيبك ابدا انتي ونادر ولوجين زاي بابا وماما.. 
عانقت كنوز زياد بخوف من هذا الكلمات التي ذكراتها بهذا الواقع المخيف التي تعيشوا لان، و أردفت قائلة، بينما تسللت دموع قاسية على خديها.. 

_ماتقولش كدا تانى يا زياد تانى (ان شاءلله) مش هنسيب بعض ابداً، ومافيش حد هايمشي زاي ماما وبابا (بأذن الله)، وتعال يلا ندخل علشان مانسبيش نادر ولوجين لوحدهم.

يرد زياد قائلاً.. 

_ ماشي بس.. فى عندنا ضيوف.

أردفت كنوز قائلة بستفهام.. 

_ ضيوف مين؟

ثم تنظر الي هذان الشبان التي اثبت نظرتها أنها لم تراهم قبل لان، ولم تشعر بوجودهم من لأساس، أردفت قائلة بأعتذار، بينما تفرق في يده بخجل.. 

_ انا اسفة ماخدتش بالي والله بعتذر، بس.. أنتم مين و عاوزين اي انا اول مره اشوفكم هنا؟

لكن كان كلا من جاسر ومراد غرقان في جمال ورقة كنوز ولم يسمع أحد منهم اي شيء مما قالته الان، لكن.. لم تعطي كنوز أهمية الي هذا النظرات أردفت قائلة بخوف وهي تسحب زياد من يده، و لم تنال الصبر لحين ان يجيب أحد علي ما سألت.. 

_سيبك منهم يا زياد، وتعال ندخل قبل مايعرف عمك إني خرجت من البيت؛ من غير ما أقول له.

تذهب كنوز من أمام جاسر ومراد، بينما أردف مراد قائلاً دون واعي و هو لم ينزع عيناه عن كنوز التي تسير أمامه.. 

_ياخرب*يت كنوز وجمال كنوز ورقة كنوز، البنت صروخ ماشي علي لارض. 

لم ينتبه الي حديثه الا عندما تلقه لكمة قوية علي وجه من جاسر، الذي أردف بغضب قائلاً كما لو كان شعر بالغيره من نظرات صديقه علي هذة الفتاة، التي لم يكتشف ما السر بها من أجل ان ينجذب أليها، و الي النظر الي عيناها.. 

_اي اللي انت بتقوله ده ياحي*وان انت، هو إحنا في اي ولا اي؟

يرد مراد قائلاً، وهو يتالم ويضع يدي على وجهه آثار اللكمة التي تلقه من هذه اليد الصلبه مثل الحديد.. 

_ وانا اعملك اي يعني مش شايف البنت رقيقة وجميلة ازاي؟

و لم يشعر غير يسحبه جاسر خلفه من لياقة قميصه دون أن يقول شيء، ولا يترك جاسر مراد غير وهم يقفيون داخل المنزل، بينما وقف جاسر أمام مراد و هو يظبط له ملابسه و أردف قائلاً بتحذير .. 

_انت عارف يامراد لو فتحت بوقك بحرف غير ايون و صح، او حراف غير الا انا هقول علي، مش هقول لك انا هعمل اي فيك.

يرد مراد قائلاً بستفهام؟ 

_مش فاهم قصدك ايه؟ 

وقبل ان يجيب جاسر يأتي أحدهم من خلفهم قائلا بتسأل.. 

_خير مين انتم وعايزين مين يااستاذ؟

يقف جاسر بجوار مراد من كتفه الأيسر و أردف قائلاً بتسأل..

_الأستاذ فوزي موجود؟

ياتي صوت ذلك المتحجر فوزي الذي أردف قائلاً و هو يهبط من علي الدراج، ويمسك فى يدي سجارة بيضاء ويقوم بنفذ دخونها في الهواء.. 

ايوه موجود، مين حضرتكم؟

ينظر له جاسر بغضب واستحقار، لكن.. سرعان مايخفي هذه النظرات، و أردف قائلاً.. 

_اقدم لك الأستاذ جاسر صاحب اكبر شركة بيع وتصدير الملابس في امريكاـ وانا المساعد الخاص يافندم.

ينظر له مراد بدهشه! و أردف قائلاً بصوت عالٍ دون ان ينتبه.. 
_نعم؟!

يضغط جاسر علي قدام مراد بقوة، و أردف قائلاً و هو يرامق مراد بتحذير و نظرات عيناه سوف تحرق مراد .. 

_نعم يافندم، حضرتك محتاج حاجه؟

يجيب مراد بألم و هو يحاول ان يظل هادئاً، و لا يظهر ذلك علي ملامحه.. لا ولا حاجه، بس.. كنت بقول نعم بعرف الأستاذ ان كل اللي بتقوله صح.

ينظر فوزي الي مراد بخببث، بينما أردف فى ذهنه قائلاً و من جشعه لم يلاحظ شيئاً مما يحدث بين مراد و جاسر.. 

(صاحب اكبر شركة بيع وتصدير الملابس في أمريكة، ده بين كدا في كنز جاي لي في الطريق) ثم أردف قائلا بخبث، بينما أبعد جاسر عن مراد بطريقه غير لائقه.. 

_اهلا بحضرتك يافندم، بس ممكن أعرف ايه سبب الزيارة الغير متوقعة دي؟

برد جاسر بدل مراد قائلاً.. الاستاذ جاسر إتي الي مصر أمس مستر فوزي وكان يريد ان يفتح فرع جديد في مصر، ولم علمنا عن سمعت شركة حضرتك قرار ان يتعامل مع شركتك انت، لكن.. من المؤسف سمعنا خبر محزن علي التلفاز أمس، وهو خبر موت شقيقك فاقرر المستر جاسر ان يأتي ويقدم العزاء اليكم.

يرد فوزي قائلاً وهو يتظاهر بالحزن أمام مراد وجاسر، و أردف قائلاً بخبث .. 

_شكراً على إهتمامك مستر جاسر تفضل بالجلوس ان البيت بيتك، لكن.. أخبرني ماذا تحب ان تشربه لان.

يرد مراد قائلاً وهو لا يقدر ان يافهم او يقراء مالذي يدور في رأس صديقه؟ 

_فنجان من القهوة. 

ينظر فوزي الي جاسر وبستحقار، أردف قائلاً بتسأل..

_والأستاذ يشرب اي؟

أردف (جاسر) قائلاً بهدوء مستفز.. 

_لو مش فيها إزعاج لا حضرتك ممكن عصير بارد.

أردف) فوزي) قائلاً بصوت عالٍ، و هو ينظر الي أتجاه معين.. 

_هاتي واحد عصير واتنين قهوة يا (كنوز)

ولم تمر دقيقه، بينما يجلس كلا من (جاسر) و (مراد) و (فوزي) في غرفة الضيوف، تاتي (كنوز) وهي تسير وتحمل علي يدايها الضيافه وعلامات التعب والارهاق لم تفارق وجهها، و دون ان تنتبه يحدث لم يكن في الحسبان، تنزلق قدم (كنوز) لتقع الضيافة فوق رأس (فوزي) وقبل ان تنزلق وتفقد توازنها وتسقط فوق الأرض، تأتي هذة اليد القوية التي ألتفت حول خصرها وانقذاتها، من هذا الهبوط الذي كان علي وشك ان يحطم عظام جسدها الرقيق، تنظر (كنوز) الي صاحب هذة اليد لكن.. يسيطر عليها الغضب من نظرات ( جاسر) التي فهمتها بطريقه خاطئه، ودون تفكير تصفع (جاسر) علي وجهه و أردف بغضب.. 

_مين سمح لك بلمس جسمي بشكل ده؟ يابني أدم

يضع (مراد) يدي على وجه وهو يدمدم بالكلمات الغير مفهومه.. 

_ يانهار سواد؟


الرواية التالية الرواية السابقة
لا توجد تعليقات
اضـف تعليق
comment url